اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 146
وروى أبو مخنف عن عقبة بن أبي العيزار :
« أن الحسين عليهالسلام
خطب أصحابه وأصحاب الحر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس
، إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من رأى سلطاناً جائراً مستحلاًّ
لحرم الله ، ناكثاً
لعهد الله ، مخالفاً لسنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، يعمل في عباد
الله بالإثم والعدوان ،
فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول ، كان حقاً على الله أن يدخله مدخله ، ألا وإن
هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد ،
وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفيء ، وأحلّوا حرام الله ، وحرّموا حلاله ،
وأنا أحقّ من غير... » [١].
وقال عليهالسلام
: «
ألا وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ، ولا ظالماً ولا مفسداً ، وإنما خرجت
لطلب الإصلاح في اُمّة جدي ، اُريد أن آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ،
وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى
بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين »[٢].
وخرج الحسين عليهالسلام مصمّماً على تحقيق
أهداف نهضته حتّى ولو أدّى إلى أن يُضرّج بدمه على رمال الطفّ ، وكان عليهالسلام
يقول : «
إني لا أرى الموت إلّا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلّا برماً »[٣].
[١] تاريخ الطبري ٥
: ٤٠٣ ، الكامل في التاريخ ٤ : ٤٨.