اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 135
ودخل في ديننا ، واستقبل قبلتنا ، فقد استوجب
حقوق الإسلام وحدوده.
فأنتم عباد الله ، والمال مال الله ، يقسم
بينكم بالسوية ، لا فضل فيه لأحد على أحد ، وللمتقين عند الله غداً أحسن
الجزاء ، وأفضل الثواب ، لم يجعل الله الدنيا للمتقين أجراً ولا ثواباً ،
وما عند الله خير للأبرار. وإذا كان غداً ـ
إن شاء الله ـ فاغدوا علينا ، فإن عندنا مالاً نقسمه فيكم ، ولا يتخلفنّ
أحد منكم ، عربي ولا عجمي ، كان من أهل العطاء أو لم يكن ، إلّا حضر ، إذا
كان مسلماً حراً. أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولكم.
قال ابن أبي الحديد : قال شيخنا أبو
جعفر : وكان هذا أول ما أنكروه من كلامه عليهالسلام
، وأورثهم الضغن عليه ، وكرهوا إعطاءه وقسمه بالسوية.
فلما كان من الغد ، غدا وغدا الناس لقبض
المال ، فقال لعبيد الله بن أبي رافع كاتبه : ابدأ بالمهاجرين فنادهم ،
وأعطِ كل رجل ممن حضر ثلاثة دنانير ، ثم ثنِّ بالأنصار فافعل معهم مثل ذلك ،
ومن يحضر من الناس كلهم الأحمر والأسود فاصنع به مثل ذلك.
فقال سهل بن حنيف : ياأمير المؤمنين ، هذا
غلامي بالأمس ، وقد أعتقته اليوم. فقال : نعطيه كما نعطيك ، فأعطى كل واحد
منهما ثلاثة دنانير ، ولم يفضّل أحداً على أحد ، وتخلّف عن هذا القسم
يومئذٍ طلحة ، والزبير ، وعبد الله بن عمر ، وسعيد بن العاص ، ومروان بن
الحكم ، ورجال من قريش وغيرها » [١].