اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 133
ثانياً
ـ المساواة :
كان علي عليهالسلام
رائد العدالة ومثلها الأعلى ، وقد حرص على تطبيقها بكلّ ما أُوتي من قوّة ،
باعتباره قاعدة أساسية تضمن التكافل بين أبناء الدين الواحد ، وتقضي على
أسباب الفقر. قال عليهالسلام
: «
إن الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء ، فما جاع فقير إلّا بما متّع به غني ، والله تعالى سائلهم عن ذلك »[١].
من هنا انتصف للمستضعفين من أصحاب
الثراء والسلطان ، وكان ديدنه توزيع ما يرد بيت المال على المسلمين في حينه
، بحيث لا يختزن فيه شيئاً حتى الرغيف والخيط والإبرة ، وكان يرشّه بعد أن
يفرغه ويصلي فيه ركعتين ، ومضى في هذا السبيل إلى آخر الشوط.
كان نظام العطاء في حكومة الرسول صلىاللهعليهوآله
يقوم على أساس
التسوية بين المسلمين كافة ، ولا فرق فيه بين المولى والسيد ولا الأسود
والأبيض ، ولما ولي عمر بن الخطاب ألغى نظام التسوية في توزيع العطاء ،
وحدّد معايير فضّل فيها بعض الناس على بعض ، منها : السابقة والهجرة والنسب
وغيرها ، ففضّل السابقين على غيرهم ، وفضّل المهاجرين من قريش على غيرهم
من المهاجرين ، وفضّل المهاجرين كافة على الأنصار كافة ، وفضّل العرب على
العجم ، وفضّل الصريح على المولى [٢]. وبقي نظام العطاء على هذا المنوال في زمان عثمان لكنه فضّل بني أمية على