بَلْ
أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ »
فإذا كان المؤمنون الذين
قتلوا في سبيل الله على هذا الوصف فكيف ينكر أن الأنبياء بعد موتهم أحياء منعمون
في السماء ، وقد اتصلت الأخبار من طريق الخاص والعام بتصحيح هذا ، وأجمع الرواة على
أن النبي صلىاللهعليهوآله لما خوطب بفرض الصلاة ليلة المعراج وهو في السماء قال له
موسى عليهالسلام : إن أمتك لا تطيق ، وإنه راجع إلى الله تعالى دفعة بعد
أخرى ، وما حصل عليه الاتفاق فلم يبق فيه كذب ، انتهى.
وأقول : نظير هذا
موجود في طرق المخالفين أيضا ، روى مسلم بإسناده عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : مررت على موسى بن عمران عليهالسلام وهو يصلي في قبره وقال الآبي : صلاته في قبره من الجائز
عقلا ، وأخبر الشرع به فيجب الإيمان به وليست صلاة تكليف لانقطاع التكليف بالموت ،
بل محبة واستحلاء كما يجد كثير من العباد من اللذة في قيام الليل ، ولما دفن ثابت
البناني ووضعت اللبن عليه سقطت لبنة فرآه بعضهم ممن الحدة قائما يصلي ، فقال لمن
الحدة معه : ألا ترى؟ فلما انصرفا من دفنه أتيا داره وسألا ابنته ما كان حاله في
حياته؟ فقالت لا أخبركما حتى تخبراني بما رأيتما ، فأخبراها ، فقالت :
علمت أن الله
تعالى لا يضيع دعاءه ، كان كثيرا ما يقول : اللهم إن أعطيت أحدا الصلاة في قبره
فأعطنيها ، انتهى.
باب
مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه
«
بعد عام الفيل » فكان للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يومئذ ثلاثون سنة ، وكان قبل المبعث بعشر سنين ، وقال
الشيخ في التهذيب : ولد عليهالسلام بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة لثلاثة عشرة ليلة خلت من
رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، وقبض عليهالسلام قتيلا بالكوفة
اسم الکتاب : مرآة العقول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 5 صفحة : 275