اسم الکتاب : مرآة العقول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 17 صفحة : 107
(باب )
(في قوله عز وجل « سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ »)
١ ـ عدة من
أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء قال قال
أبو عبد الله عليهالسلام إن معاوية أول من علق على بابه مصراعين بمكة فمنع حاج بيت
الله ما قال الله عز وجل : «
سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ » وكان الناس
باب
في قوله عز وجل « سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ » [١]
الحديث
الأول : حسن. واختلف
الأصحاب في أنه هل يحرم منع الناس من سكنى دور مكة أو يكره ، وذهب الشيخ وجماعة :
إلى التحريم.
والمشهور بين
المتأخرين الكراهة ، فظاهر هذه الأخبار الحرمة. وإن لم تكن صريحة فيها ، وأما
الآية ففي الاستدلال بها لغير المعصوم العالم بمراد الله تعالى إشكال. لأن الموصول
وقع في الآية صفة للمسجد الحرام حيث قال تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي
جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ » [٢] أي يصدون عن المسجد الحرام الذي جعل الله للناس مستويا فيه
« الْعاكِفُ » أي المقيم فيه « وَالْبادِ » أي الذي يأتيه من غير أهله.
فقوله « سواء »
منصوب على أنه مفعول ثان لجعلنا.
وقوله « للناس »
تعليل للجعل أي لعبادتهم ، أو لانتفاعهم ، أو حال من الهاء ، ويجوز أن يكون متعلقا
بمحذوف هو المفعول الثاني أي جعلناه مرجعا أو معبدا للناس « فسواء » بمعنى مستويا
يكون حالا « والعاكف والباد » فاعلاه كما في الأول.
وأما معنى «
الاستواء » ، فروى الطبرسي عن ابن عباس ، وقتادة ، وابن جبير أن المراد به أن
العاكف والباد مستويان في سكناه والنزول به فليس أحدهما