اسم الکتاب : مرآة العقول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 11 صفحة : 57
٣ ـ علي بن
إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي الحسن الأصبهاني عمن ذكره ، عن أبي
عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام شراركم المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة المبتغون
للبرآء المعايب.
ابتداء ولا يدخلها
إلا بعد انقضاء مدة العقوبة ، أو على أن المراد بالجنة جنة معينة لا يدخلها القتات
أبدا [١].
الحديث
الثالث : مجهول.
وقال الشهيد
الثاني قدس الله روحه في رسالة الغيبة : في عد ما يلحق بالغيبة أحدها
النميمة ، وهي نقل قول الغير إلى
المقول فيه ، كما تقول فلان تكلم فيك بكذا وكذا ، سواء نقل ذلك بالقول أم بالكتابة
أم بالإشارة والرمز ، فإن تضمن ذلك نقصا أو عيبا في المحكي عنه كان ذلك راجعا إلى
الغيبة أيضا ، فجمع بين معصية الغيبة والنميمة ، والنميمة إحدى المعاصي الكبائر ، قال
الله تعالى : « هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ »
[٢] ثم قال : « عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ
زَنِيمٍ ».
قال بعض العلماء :
دلت هذه الآية على أن من لم يكتم الحديث ومشى بالنميمة ولد زناء ، لأن الزنيم هو
الدعي ، وقال تعالى : « وَيْلٌ لِكُلِّ
هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ » [٣] قيل : الهمزة النمام وقال تعالى عن امرأة نوح وامرأة لوط
« فَخانَتاهُما
فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ
الدَّاخِلِينَ » [٤] قيل : كانت امرأة لوط تخبر بالضيفان ،
[١] ونظير هذه
التأويلات قد مرّ في باب البداء أيضا في حديث « ان الله حرم الجنة على كل فحاش
بذىء ... اه » ونقل هنا عن الشيخ البهائي روّح الله روحه أنّه قال : لعلّه (ع)
أراد أنّها محرمة عليهم زمانا طويلا لا محرّمة تحريما مؤبّدأ أو المراد جنبة خاصّة
معدّة لغير الفحّاش ، وإلاّ فظاهره مشكل فإن العصاة من هذه الأمّة مآلهم إلى
الجنّة وإن طال مكثهم في النار.