اسم الکتاب : مرآة العقول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 11 صفحة : 380
باب
من يعيب
الناس
١ ـ علي بن
إبراهيم ، عن أبيه وعدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن ابن أبي نجران ، عن
عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال إن أسرع الخير ثوابا البر وإن أسرع الشر عقوبة البغي
وكفى
يرجع حاصل أخبار
هذا الباب إلى المنع من تتبع عيوب الناس وتعييرهم وذمهم.
الحديث
الأول : حسن كالصحيح.
والظاهر أن المراد
بالبر الإحسان إلى الغير ، وقد
يطلق على مطلق أعمال الخير ، وبالبغي الظلم والتطاول على الناس ، وقد يطلق على الزنا ، والظاهر
هنا الأول ، ويحتمل أن يكون المراد الخروج على الإمام ، وسرعة الثواب والعقاب
فيهما باعتبار أن نفع الأول وضرر الثاني يلحقهم في الدنيا ، وعيبا تميز وتعدية
العمى بعن كأنه لتضمين معنى التغافل والإعراض ، والتعدية بعلى كما في سائر الأخبار
أظهر وأشهر كقوله تعالى : « فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ
الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ » [١] وعلى ما هنا المستتر في يعمى راجع إلى المرء ، والبارز في عنه إلى الموصول ، وعلى ما في سائر الروايات بالعكس ، وكان
نسبة العمى إلى الأمر والنبإ من قبيل المجاز في الإسناد.
وقال الجوهري : العمى ذهاب البصر ، وقد عمي فهو أعمى ، وتعامي الرجل أرى من نفسه
ذلك ، وعمي عليه الأمر إذا التبس ، ومنه قوله : «
فَعَمِيَتْ
عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ »
ورجل عمي القلب أي جاهل ،
انتهى.