اسم الکتاب : مرآة العقول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 11 صفحة : 217
باب
في صنوف
أهل الخلاف وذكر القدرية والخوارج والمرجئة
وأهل
البلدان
١ ـ محمد بن يحيى
، عن أحمد بن محمد ، عن مروك بن عبيد ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال لعن الله القدرية لعن الله الخوارج لعن الله المرجئة لعن الله المرجئة
قال قلت لعنت هؤلاء مرة مرة ولعنت هؤلاء مرتين قال إن هؤلاء
وقد عرفت أن
القدرية تطلق على الجبرية وعلى التفويضية وكان المراد هنا الثاني ، قال علي بن
إبراهيم في تفسيره : القدرية المعتزلة ، والرد من القرآن عليهم كثير ، لأن المعتزلة
قالوا : نحن نخلق أفعالنا وليس لله فيها صنع ولا مشية ولا إرادة ، فيكون ما شاء
إبليس ولا يكون ما شاء الله ، انتهى.
والمراد
بالمرجئة الذين يقولون الإيمان
محض العقائد ، وليس للأعمال فيها مدخل أصلا ، ولا يضر مع الإيمان معصية ، كما لا
ينفع مع الكفر طاعة ، ولا تفاوت في إيمان الناس ، قال صاحب الملل والنحل : الإرجاء
على معنيين : أحدهما التأخير « قالُوا أَرْجِهْ
وَأَخاهُ » [١] أي أمهله وأخره ،
والثاني إعطاء الرجاء ، أما إطلاق اسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول صحيح ، لأنهم
كانوا يؤخرون العمل عن النية والعقد ، وأما المعنى الثاني فظاهر فإنهم كانوا
يقولون لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، وقيل : الإرجاء تأخير
حكم صاحب الكبيرة إلى الآخرة فلا يقضي عليه بحكم في الدنيا من كونه من أهل الجنة
أو من أهل النار ، فعلى هذا المرجئة والوعيدية فرقتان متقابلتان ، وقيل : الإرجاء
تأخير علي عليهالسلام