اسم الکتاب : مرآة العقول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 11 صفحة : 180
باب الشك
١ ـ علي بن
إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحسين بن الحكم قال كتبت إلى العبد
الصالح عليهالسلام أخبره أني شاك وقد قال إبراهيم عليهالسلام : «
رَبِّ
أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى »
[١] وأني أحب أن تريني شيئا فكتب عليهالسلام إن إبراهيم كان مؤمنا وأحب أن يزداد إيمانا وأنت شاك
والشاك لا خير فيه وكتب إنما الشك
« وقد قال إبراهيم » كان غرض السائل إبداء العذر لشكه بأن إبراهيم عليهالسلام مع رتبة النبوة كان شاكا في الموتى فسأل ربه ما يزيل شكه وما سأله إما معجزة
ليزول شكه ، أو دليل على الإمامة ، وعلى الأول إما أظهر له معجزة ولم يذكره الراوي
أو لم ير عليهالسلام المصلحة في ذلك ، أو علم أنه تمت عليه الحجة وظهر له الحق
وإنما يظهر الشك للوسواس أو للعناد ، وعلى الثاني أيضا يحتمل الوجوه الثلاثة
والأخير أظهر.
وأما العذر الذي
أبداه فقد أبطله عليهالسلام بأن إبراهيم عليهالسلام لم يكن شاكا ولم يسأل ذلك ليزيل الشك عن نفسه ، لأنه كان
مؤمنا بالرب تعالى وصفاته الكمالية وقدرته على إحياء الموتى ، وبالبعث والنشور ، ولم
يشك قط بل سأله ليزداد يقينا بأن يرى بالعيان ما علمه بالدليل والوحي والبرهان ، والحاصل
أنه كان له علم اليقين فطلب عين اليقين « وأنت شاك »
كما اعترفت به «
والشاك لا خير فيه » لأن الخير كله في
الإيمان ، وهو لا يحصل إلا باليقين.
« وكتب عليهالسلام
إنما الشك ما لم يأت اليقين » وهذا يحتمل وجهين : الأول أن يكون تأكيدا
لقوله عليهالسلام
: إن إبراهيم كان مؤمنا ، وحاصله أنه كان له يقين بقدرته