responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات في أصول الفقه المؤلف : الفياض، الشيخ محمد إسحاق    الجزء : 4  صفحة : 215

الاعتبار سواء أكان هناك لفظ يتلفظ به أم لم يكن.

نعم ، اللفظ مبرز له في عالم الخارج لا أنّه موجد له ، وتقدّم تفصيل ذلك بصورة موسّعة فلاحظ.

إلى هنا قد استطعنا أن نخرج بهذه النتيجة : وهي أنّ مفاد الجملة الشرطية إذا كانت إخبارية فهو الدلالة على قصد المتكلم الحكاية والاخبار عن ثبوت شيء في الواقع على تقدير ثبوت شيء آخر فيه ، لا على نحو الاطلاق والارسال بل على تقدير خاص وفي إطار مخصوص ، مثلاً جملة إن كانت الشمس طالعةً فالنهار موجود ، تدل على أنّ المتكلم قاصد للحكاية والاخبار عن وجود النهار ، لا على نحو الاطلاق وإلاّ لكان كاذباً ، بل على تقدير خاص وهو تقدير طلوع الشمس ، ومن الطبيعي أنّ لازم هذه النكتة يعني كون إخباره على تقدير خاص هو انتفاؤه عند انتفاء هذا التقدير ، لفرض أنّه لم يخبر عنه على نحو الاطلاق وإنّما أخبر عنه على تقدير خاص وفي إطار مخصوص ، وعليه فبطبيعة الحال ينتفي إخباره بانتفاء هذا التقدير ، وهذا معنى دلالة الجملة الشرطية على المفهوم ، مثلاً في جملة : لو شرب زيد سمّاً لمات ، أو لو قطع رأسه لمات ، فقد أخبر المتكلم عن وقوع الموت في الخارج على تقدير خاص وهو تقدير شرب السم أو قطع الرأس لا مطلقاً ، ولازم ذلك قهراً انتفاء إخباره بانتفاء هذا التقدير.

ومن ضوء هذا البيان يظهر : أنّ إخباره عن موت زيد على هذا التقدير لا يتصف بالكذب عند انتفائه ، يعني انتفاء هذا التقدير خارجاً وعدم تحققه فيه ، والسبب في ذلك : هو أنّ المناط في اتصاف القضية الشرطية بالصدق تارةً وبالكذب اخرى ليس صدق التالي ومطابقته للواقع وعدم مطابقته له ، بل المناط في ذلك إنّما هو ثبوت الملازمة بين المقدّم والتالي وعدم ثبوتها ، فان

اسم الکتاب : محاضرات في أصول الفقه المؤلف : الفياض، الشيخ محمد إسحاق    الجزء : 4  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست