responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن المؤلف : القاضي عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 669

ومن سورة المزمل

٨٠٦ ـ قوله تعالى : ( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً ) [١٧] لا يدل على أن فى ذلك اليوم يخاف الولدان ويعذّبون. وذلك أن هذه الطريقة تذكر لعظم حال يوم القيامة ، وعلى هذا الوجه يقال فى الأمر الهائل العظيم : تشيب منه النواصى ، وتشيب الولدان. وهذا كقوله : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ) [١] ، وكقوله : ( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ) [٢] فى أن المقصد بجميعه الإنباء عن عظيم ما يرد ذلك اليوم على أهل المعاصى ، دون تحقيق ذلك على جهة الخبر ؛ يبين ذلك أنه تعالى جعل هذا الذكر باعثا للعباد على ترك الكفر ، والتقوى. ولو كان ذلك اليوم بهذه الصفة ، لكان بأن يزهد فى الإيمان والتقوى أقرب ، لأن المكلف إذا تصور أن ذلك اليوم يعذب من لا ذنب له ، زهد فى طاعته ، ويجوز أن تكون من أسباب هلاكه ، يبين ذلك أنه تعالى أضاف ذلك إلى اليوم ، وقد علمنا أن اليوم لا يجعل ولا يفعل ، وأن الفاعل سواه. وكل ذلك يبين أن الظاهر يقتضى ما قلناه.

٨٠٧ ـ فأما قوله تعالى قبل ذلك : ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) [٥] فانه لا يدل على أن قول الإنسان من فعله تعالى ، لأن المقصد بهذا الكلام : أنا ننزل عليك القرآن الذى يثقل تحمله ، وتكفل أداءه إلى من يلزم الأداء إليه. ووصفه بالثقيل لهذه العلة ، وجعل الإنزال إليه ، ويحمله الفاعل ، على طريقة اللغة فى مثله.


[١] الآية ٤٢ من سورة القلم.

[٢] الآية ٢٩ من سورة القيامة.

اسم الکتاب : متشابه القرآن المؤلف : القاضي عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 669
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست