responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف نفهم الرّسالة العمليّة المؤلف : المؤمن، محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 87

ج) : كلا ليس الأمر كما تظنّون وذلك أنّه أوّلاً : ليس المراد من خلق الأفعال ووقوع التأثير والتأثّر من الله ـ تعالى ـ أنّ الله ـ تعالى ـ يسلب الإرادة الاختيار من عبده إنّ الله ـ تعالى ـ خلق في الإنسان القدرة على التعقّل والتفكّر والتدبّر فيما حوله ، وأعطاه أيضاً جوارح وأعضاءً قادرة على صنع ما يريد ـ طبعاً في حدود طاقته ـ ، ولهذا ( لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) [١] و ( لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ) [٢] فلا يكلّفه فوق طاقته ، ثمّ منحه القدرة على اتخاذ القرار ، وهي الإراده التي بواسطتها يستطيع أن يتّخذ القرار المناسب ، فهو يريد ويقرّر بملءِ إرادته غير مجبر ولا مسخَّر اتّخاذ القرار ، وإن كان لعجزه محتاجاً إلى الله ـ تعالى ـ الذي بدوره منحه القوّة اللازمة لتحقيق مراداته ومقاصده من القوّة إلى الفعل ، إذن لا دخل لله ـ تعالى ـ في اختياره وفيما يريد أو لا يريد ، بل هو الّذي يقرّر باختياره التّام ، فإذا أراد واتّخذ قراره الأخير أظهر في نفسه الشّوق إلى الفعل ، ولكنّه لمّا كان عاجزاً عن الإتيان بما يريد فإنّ الله ـ تعالى ـ يخلق فعله إن شاء ولكن بواسطة القوى والأعضاء والجوارح التي منحها إيّاه ،


[١] سورة البقرة : ٢٨٦.

[٢] سورة الطلاق : ٧.

اسم الکتاب : كيف نفهم الرّسالة العمليّة المؤلف : المؤمن، محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست