اسم الکتاب : كيف نفهم الرّسالة العمليّة المؤلف : المؤمن، محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 33
إذا العقيدة هي
المبنى والأساس الذي يُبتنىٰ ويُبنىٰ عليه الدّين ولا يصحّ عمل ولا يُقبل
عند الله ـ تعالى ـ إلا إذا كان مبنياً على أساسٍ سليم صحيح ونابعاً من
عقيدة سليمة بعيدة عن كلّ الشبهات ، خالية من الشوائب ، وذلك أن الإنسان قد
يعذَّب بل قطعاً يعاقب ويعذَّب يوم القيامة على ترك الواجب أو فعل الحرام
عالماً عامداً ، غير أنّه لا يخلّد في النار إذا كانت عقائده سليمة ، أمّا
من كانت عقائده فاسدة فإنّه يخلّد في النار ، إلا إذا كان معذوراً عند الله
ـ تبارك وتعالى ـ ، وعليه فلا يجوز التهاون في العقائد بل يجب الاهتمام
بها ، وبذل الجهد في سبيل ذلك ، والبحث عن أدلتها وبراهينها ، إذ كيف يجوز
أن يسعى الإنسان ويبذل قصارى جهده من أجل دنياه ودنيا غيره أحياناً ، لكنّه
يغفل الجانب الأساسي والمهمّ الذي خلق من أجله ويحاسب عليه ، وهو حياته
الاُخروية والدّار الآخرة التي لا تنقطع ، إمّا نعيم خالد أبدي ، أو شقاء
وعذاب وخلود في النار ـ أجارنا الله تعالى من ذلك ـ ولهذا فقد قال عليهالسلام
: « اليوم
عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل »[١] ، ولهذا أيضاً قال ـ تعالى ـ (الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)[٢]
[١]نهج البلاغة ج١
/ ٩٣ ( محمد عبده ) ، الكافي ج ٨ : ٥٨ فمن ح ٢١ ، ارشاد المفيد ج ١ : ٢٣٦ امالي المفيد : ٩٣ و ٣٤٥.