responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها المؤلف : ابن الجزّار    الجزء : 1  صفحة : 207

القول الثاني من اسباب فساد

الاستمراء.

وأما السبب الثاني الذي يفسد الاستمراء فهو أن تجتمع في المعدة مادة كيموس ، يتولّد فيها من فضول الأغذية ، أو [١] ينصب اليها من الرأس. ومن بعض الأعضاء فتفسد الأطعمة لذلك. وقد بيّنا في مواضع من هذا الكتاب ، أنه متى كانت الأطعمة تستحيل في المعدة الى الدخانية ، من غير أن يكون ذلك من قبل طبيعتها أن العلة الفاعلة لتلك الاستحالة الحرارة ، ومتى كانت تستحيل الى الحموضة [ من غير أن يكون ذلك من قبل طبيعتها ].

فإن السبب في ذلك البرودة. وليس يتبيّن من هذا السبب فيه سوء مزاج المعدة فقط أو خلط يجتمع في المعدة ولكن تفصيل ذلك يكون بما ذكره جالينوس الحكيم [٢].

وهو أن يطعم العليل أطعمة مضادة في طبيعتها لحال ذلك الفساد مثل من كانت الأطعمة تستحيل في معدته الى الدخانية كالخبز المثرود الذي قد يقع في ماء او سكنجبين ، أو تطعمه الشعير الذي يسمّى خندروس.

ومن كانت الأطعمة تستحيل في معدته الى الحموضة أطعمناه خبزا قد نقع في عسل فاذا تناول ذلك أمرناه بالتهوّع ثم يتفقد ما تقيّأه [٣] فان كان في معدته مرّة مرتكبة ، تقيّأ من ساعته كيموسا بلغمانيا [٤]مرّيا حارا [٥] ، وان كان في معدته بلغما مرتكبا تقيّأ من ساعته كيموسا بلغاميا ، ورأينا تلك الأطعمة متلوثة [٦]بذلك الخلط ، فيكون ظهور الاستحالة فيها اكثر بحسب فعل ذلك الخلط. وان كان السبب سوء مزاج حار من غير غلبة خلط من الأخلاط ، رأينا الخبز أو الشعير الذي أطعمناه يخرجان ، وقد قبلا من


[١] آ : و.

[٢] آ : ساقطة.

[٣] ظ : يتقياء.

[٤] ظ : ساقطة.

[٥] آ : ساقطة.

[٦] آ : متلتوتة.

اسم الکتاب : كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها المؤلف : ابن الجزّار    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست