responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها المؤلف : ابن الجزّار    الجزء : 1  صفحة : 164

ويجمع جوهرها ، حتى يشتد ويقوي وتكون حدّته أقوى واستيلائه أشد. فإن كثرت هذه الأشياء المتولّد عنها شهوة الطعام ، بالقدر الذي ينبغي. أو فوق ذلك قليلا وتفاقمت فتهيجت شهوة الطعام ، بإفراط وعند افراط الشهوة ، ومجاوزتها القدر الطبيعي ، تسمّى الشهوة الكلبية. وهذه الشهوة الغريبة في مقدارها تسمّى الكلبية تعرض عند أحد ثلاثة أسباب : اما عن سوء مزاج بارد يغلب على فم المعدة ، وأما عن خلط حامض يحدث أما لغلبه من الحرارة حتى تحلل. وأما لضعف من القوة الماسكة ، فمتى تولدت هذه الشهوة الكلبية من سوء مزاج بارد ويغلب على فم المعدة ، أو من اجتماع خلط حامض فيها. اتبع ذلك اسهال مفرط ، وضعف في البدن لأن صاحب هذه العلّة يكثر أكله بسبب البرودة. ويضعف هضمه لعدم الحرارة. فإذا أكل فوق ما تقدر حرارة طباعه على هضمه جرح ، ولم يولد فيه للقوة الهاضمة فتحتاج المعدة الى الغذاء لقوة حاجة الأعضاء الى التربية ، وفقدان العادة من الغذاء فلا شبع يتدارك ، ولا جوع ينقطع. ولا يزيده نموا. ومتى تولدت هذه الشهوة عن سبب استفراغ البدن من فرط الحرارة ، لم يتبع ذلك اسهال مفرط من قبل أن جميع ما ينال الانسان من الغذاء ينفذ الى البدن ، وذلك أن الحرارة إذا أفرطت في البدن ، واشتملت عليه كله>انفتحت<منافذه ، وتخلخل مسافة ، وكثر عند ذلك التحليل منه. ولكثرة ما يكون من تحليل البدن ، ينشف الأعضاء بعضها من بعض ، حتى يصل ذلك الى رأس المعدة فإذا وصل إليها الجذب والنشف ، هاجمت الشهوة ومتى تولّدت هذه الشهوة من قبل ضعف القوة الماسكة ، كان الشيء الذي يتناوله الإنسان لا يمكث في المعدة لكنه يخرج بسرعة غير منهضم. وإذا خلت المعدة هاجت الشهوة. فهذه أسباب الشهوة الكلبية والبرهان الدال عليها.

القول في التدبير النافع لهذه الشهوة الكلبية

ينبغي لنا أن نبدأ من علاج هذه الشهوة الغريبة في مقدارها ، التي تسمّى الكلبية ، فينظر في أي سبب تولّدت فإن كانت من سوء مزاج بارد غالب على فم المعدة ، أو من اجتماع خلط حامض فيها : أمرنا العليل أن يشرب الشراب الصرف الشديد الأسخان. فقد قال أبقراط في كتاب

اسم الکتاب : كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها المؤلف : ابن الجزّار    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست