responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها المؤلف : ابن الجزّار    الجزء : 1  صفحة : 104

وأما جالينوس الحكيم فزعم أن القوة الجاذبة ، والقوة الماسكة ، والقوة الدافعة تحتاج الى مزاج حار يابس. وخالف أكثر الأطباء المتقدمين في هذه القوى الثلاثة ، ووافقهم في القوة الهاضمة. وأنها حارة رطبة. وذكر أن هذه القوى تحتاج الى الحرارة من قبل أن الحرارة تغيّر في الحركة ، إلا أن القوة الجاذبة تحتاج الى الحرارة أكثر لأن الحرارة تغير لا في الحركة فقط ، لكن في الجذب أيضا. والقوة الماسكة والدافعة تحتاجان من الحرارة الى أقل ما تحتاج اليه الجاذبة. وذلك أنهما إنما يحتاجان الى الحرارة في الحركة فقط وأما حاجتهما الى اليبس ، فمن قبل أن الذي يتحرك حركة مكانية يحتاج الى الثبات والتمكن. ولذلك صارت الثلاث قوى تحتاج الى اليبس. غير أن القوى الجاذبة تحتاج الى فضل حرارة ، الى يبس يسير. والقوة الماسكة تحتاج الى فضل يبس من قبل أن زمان فعلها أطول ، وتحتاج الى حرارة معتدلة. والقوة الهاضمة تحتاج الى الحرارة ، والرطوبة ، كما بيّنا أيضا. والقوة الدافعة تحتاج الى يبس معتدل ، والى حرارة معتدلة ، من قبل أن زمان فعلها أقصر. وأما البرودة فزعم جالينوس أنها لا تصلح لشيء من الأفعال الطبيعية. بل تخدّرها كلها وتميتها. وذلك أنها ليس ترافق في الحركة بل في السكون وليس تحيل الغذاء الى طبيعة البدن بل الى ضدها. ولذلك صار (المتاح) القوى كلها منهم ضعيفة البرد مزاجهم ولإفراط النفس عليهم. وهذا الذي قال جالينوس يحتمل النظر والقياس. واليه يميل عامة حذّاق الأطباء والفلاسفة.

القول في الآفات التي تعرض لكل

(واحدة) من هذه القوى الاربع.

وكل واحدة من هذه القوى الأربع تدخل عليها الآفة. على أحد ثلاثة أوجه : إما بأن تبطل وإما بأن تنقص. وإما بأن تكون على غير ما ينبغي. والقوة الجاذبة تدخل عليها الآفة ، إما بأن تبطل حتى لا تكون المعدة تجتذب أصلا. ويسمّى هذا العارض : استرخاء المعدة. وإما أن يكون جذبها ضعيفا ، حتى لا تكون تجذب إلا في زمان طويل ، أو تعسر.

اسم الکتاب : كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها المؤلف : ابن الجزّار    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست