الطائفة الثانية ـ ما يمس ظاهرها عصمة بعض الأنبياء عليهمالسلام
سنذكر في هذه الطائفة بعض الآيات التي استدل بها المخطئة لصفوة اللّه عزّوجلّ على عدم عصمتهم عليهمالسلام وسننتخب ـ لأجل ذلك ـ أظهر الآيات الدالّة بزعمهم الفاسد على ذلك ، كالآتي :
قالوا هذا تصريح بوقوع المعصية المستتبعة للعتاب واللوم ، والتي لا تكون إلاّ قبيحة ، وأكّده تعالى بقوله « فَغَوَى » والغيّ ضد الرشد ، واستدلّوا بها على أنّ آدم عليهالسلام قد عصى ربّه وأطاع إبليس ، وهذا خطأ منه كان سبباً في إخراجه من الجنّة ، وأنّ اللّه قد تعهّد تخطئة آدم لحكمة من أجل إخراجه من الجنّة حتّى يعمر الأرض لأنّ اللّه قد خلقه لذلك.
ينقل الزمخشري في تفسيره رواية عن ابن عباس جاء فيها أنّ آدم لم يتمثّل ما رسم اللّه له ، وتخطّى في ساحة الطاعة ، وذلك هو العصيان وبعصيانه هذا خرج عن حد الرشد إلى مستوى الغي لا محالة لأنّه خلاف الرشد ، ثم يسترسل الزمخشري في بيان العصيان حيث إنّه تعالى لم يقل أنّ آدم عليهالسلام أنزل أو أخطأ وإنما قال بصريح العبارة أنّه « عَصَى » فيرى في هذا اللطف
والطبراني ورجالهما رجال الصحيح » وقال ابن حجر في فتح الباري ٨ : ٣٣٣ عن تلك الفرية : « وقد ذكرت ان ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتجّ بمثلها من يحتجّ بالمرسل وكذا من لا يحتجّ به ، لاعتضاد بعضها ببعض»! ونسج على منواله المباركفوري في تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي ٣ : ١٣٦.