responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصمة الأنبياء عليهم السلام المؤلف : زين العابدين عبد علي طاهر الكعبي    الجزء : 1  صفحة : 13

لا يطلق إلاّ على الأنبياء أو من يجري مجراهم) [١].

ولمّا كانت البعثة لطفاً للمكلّفين فيما يراه المعتزلة فيجب أن تحصل في أتمّ صورة من صور الكمال ، وهذا يقتضي أن تتحقّق في المبعوث صفات معيّنة كالنزاهة عن جميع المنفرات سواء الصغير منها أو الكبير.

ولذا يقرّر المعتزلة أنّه لابدّ له تعالى من « أن يجنّب رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما ينفر عن القبول منه ، لأنّه لو لم يجنّبه عن مثل هذه الحالة لم يقع القبول منه ، ولأنّ المكلّف لا يكون أقرب إلى ذلك إلاّ على ما قلناه ، فيجب أن يجنّبهم اللّه تعالى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الغلظة والفظاظة وذكر علّته ، قال تعالى : « وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك » [٢] » [٣].

ثالثاً ـ العصمة عند الأشاعرة

وأمّا الأشاعرة فيرى العلاّمة الحلّي أنّهم يجوّزون على الأنبياء الصغائر والكبائر إلاّ الكفر والكذب [٤].

فلذا تكون العصمة ثابتة عندهم بعد البعثة دون قبلها ، ومن الذنوب كلّها ما عدا السهو والخطأ ، وجائز عليهم الذنب قبل البعثة.

يقول البغدادي : فقد سها نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في صلاته حين سلّم في الركعتين ثمّ بنى عليها وسجد سجدتي السهو ، فقال النظام [٥] : إنّ ذنوبهم على السهو والخطأ مأخوذة لما وقع منهم من هذه الجهة وإن كان ذلك موضوعاً عن أُممهم


[١] شرح الأُصول الخمسة : ٧٨٠ ، والمغني / القاضي عبدالجبارالمعتزلي ١٣ : ١٢.

[٢] سورة آل عمران : ٣ / ٥٩.

[٣] شرح الأُصول الخمسة : ١٠٥.

[٤] ظ : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد / العلاّمة الحلي : ٣٧٦.

[٥] الانتصار / الخياط أبو الحسن عبد الرحيم المعتزلي : ٩٣.

اسم الکتاب : عصمة الأنبياء عليهم السلام المؤلف : زين العابدين عبد علي طاهر الكعبي    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست