اسم الکتاب : شرح طيبة النشر في القراءات العشر المؤلف : ابن الجزري الجزء : 1 صفحة : 316
والباقون بفتحها قوله : (بموقع) يريد قوله تعالى : (بمواقع النجوم) قرأه مدلول شفا « بموقع » بإسكان الواو من غير ألف كما لفظ به ، والباقون بألف بعد الواو فهو من باب الإفراد والجمع قوله : (اضمم اكسر) أي اضمم الهمزة واكسر الخاء من قوله تعالى : (وقد أخذ ميثاقكم) بالرفع لأبي عمرو لأنه مفعول أخذ لم يسم فاعله ، والباقون بفتح الهمزة والخاء والنصب لأنه مفعول أخذ المبني للفاعل ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ميثاق فارفع (حـ)ـز وكلّ (كـ)ـثرا
قطع انظرونا واكسر الضّمّ (فـ)ـرا
أي « وكلا وعد الله الحسنى » قرأه برفع اللام [١] كما لفظ به ابن عامر وكتب كذلك في مصحف الشام ، وهو في الأصل مفعول وعده ، ولكن إذا تقدم المفعول على الفعل ضعف عمله فيه فيجوز رفعه ، وقرأ الباقون بالنصب على الأصل ، وقد أجمعوا على نصب الذي في سورة النساء قوله : (انظرونا) أي قرأ حمزة وحده « انظرونا نقتبس من نوركم » بقطع الهمزة وفتحها وكسر الظاء : [٢] بمعنى أمهلونا ارفقوا بنا كي ندرككم ، وقرأ الباقون بوصل الهمزة وضم الظاء بمعنى انتظرونا ، أو التفتوا إلينا ، يقال نظرته : إذا انتظرته ، أو نظرته : إذا أمهلته وأخرته ، والله أعلم.
يؤخذ أنّث (كـ)ـم (ثوى)خفّ نزل
(إ)ذ (عـ)ـن (غـ)ـلا الخلف وخفّف (صـ)ـف (د)خل
يريد « لا يؤخذ منكم فدية » قرأه ابن عامر ومدلول ثوى بالتأنيث ، والباقون بالتذكير لأن تأنيث الفدية غير حقيقي قوله : (خف نزل) يعني قوله تعالى : (وما نزل من الحق) قرأه بتخفيف الزاي نافع وحفص ورويس بخلاف عنه ، والباقون بالتشديد ، والتشديد والتخفيف ظاهران لأن ما أنزل الله تعالى فقد نزل قوله : (وخفف) أي خفف الصاد من قوله تعالى : (إن المصدقين والمصدقات) لأبي بكر وابن كثير ، والباقون بالتشديد والتخفيف بمعنى صدقوا الله ورسوله والتشديد بمعنى التصديق وأدغمت التاء في الصاد ، [٣] والله سبحانه وتعالى أعلم.
[١] « وكل ». [٢] « أنظرونا ». [٣] لأنها في الأصل « المتصدقين » فأدغمت التاء بالصاد وعوّض عنها بالصاد المشددة كما هو مرسوم في المصحف.
اسم الکتاب : شرح طيبة النشر في القراءات العشر المؤلف : ابن الجزري الجزء : 1 صفحة : 316