هذه الآية الشريفة تقررّ أنْ هناك
إمكانية كبيرة لنكث البيعة ونقض العهد ; لأنّها صنّفت الصحابة إلى صنفين ، ناكثين
وموفين.
وقال تعالى في سورة الفتح : (وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً
وَأَجْرًا عَظِيمًا)[٢].
وأمّا التحذير النبويّ فيما يدلّ على
الانقلاب والتغيير بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فإليك جملة من الأحاديث الصحيحة من كتب وصحاح أهل السنّة :
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة :
أنّه كان يحدّث : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : « يرد عليّ يوم
القيامة رهط من أصحابي ، فيجلون عن الحوض ، فأقول : يا ربّ أصحابي؟ فيقول : إنّك
لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى » [٣].
روى البخاري في صحيحه ، عن أبي هريرة :
عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : « بينا أنا قائم ، إذا زمرة ، حتّى إذا
عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلمّ ، فقلت : أين؟ قال : إلى النار والله
، قلت : وما شأنهم؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى.
ثُمّ إذا زمرة ، حتّى إذا عرفتهم خرج
رجل من بيني وبينهم فقال : هلّم قلت أين؟ قال : إلى النار والله ، قلت : ما شأنهم؟
قال : أنّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل
النعم » [٤].