وفى عهد معاوية برزت ظاهرة جديدة وهى الحثّ على اختلاق أحاديث فى فضائل الخلفاء. يقول الطبري :
« إنَّ معاوية لمّا استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين وامّره عليها دعاه وقال له : «قد أردت ايصاءك بأشياء كثيرةٍ ، أنا تاركها إعتمادا على بصرك ولست تاركا ايصاءك بخصلة : لا تترك شتم عليّ وذمّه واكثر الترحم على عثمان والاستغفار له والعيب لأصحاب عليّ والإقصاء لهم والإطراء لشيعة عثمان والادناء لهم. فقال له المغيرة : قد جَرَّبتَ وجُرِّبتُ وعملتُ قبلك لغيرك ، فلم يذممنى وستبلو فتَحمِد أو تذمّّ فقال : بل نَحمِد إن شاء اللّه » [٢].
هذا فى مدرسة الرأى والعكس تماما نجده فى مدرسة أهل البيت : فالإمام الصادق 7 يقول : « اكتبوا فانّكم لاتحفظون حتى تكتبوا » [٣] و «احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون اليها » [٤] و «اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنّا » [٥].
مناقشة أهل البيت : لمدرسة الرأى
وللإمام الصادق 7 مناقشات متعددة ودقيقة لمدرسة الرأي. ففى يوم قال
[١] منتخب الكنز بهامش مسند احمد : ٤ / ٦٤. [٢] تاريخ الطبري : ٢ / ١١٢ ؛ تاريخ ابن الأثير : ٣ / ١٠٢. [٣] وسائل الشيعة : باب ٨ من ابواب صفات القاضي ، حديث ١٦. [٤] وسائل الشيعة : باب ٨ من أبواب صفات القاضي ، حديث ١٧. [٥] وسائل الشيعة : باب ٨ من أبواب صفات القاضي ، حديث ٧.