يلتحق الرسول الأعظم 9 بالرفيق الأعلى بعد إكمال رسالته الخالدة بشهادة القرآن الكريم : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيتُ لكم الإسلام ديناً)[١] وتبرز إثر ذلك مدرستان : « مدرسة النصّ » و «مدرسة الرأى ».
ونعنى بالمدرسة الاُولي ، مدرسة أهل البيت : المتمثّلة بشخص رئيسها امير المؤمنين 7 ومن بعده الذرّيَّة الطاهرة من ولده :.
والطابع اللائح على هذه المدرسة اعتمادها فى مصادر التشريع على الكتاب والسنَّة لاغير. وحركة الاجتهاد لديها تتحرّك داخل حدود المصدرين المذكورين.
وتنطلق هذه المدرسة فى اقتصارها على المصدرين المذكورين على فكرة وفاء القرآن الكريم وسنَّة الرسول الأعظم 9 بكلِّ ما يحتاج اليه المسلمون من أحكام. فالرسول 9 قد أودع من السنَّة الشريفة لدى امير المؤمنين والذرّيَّة الطاهرة : من ولده ما يغنى المسلمين عن الحاجة الى الإعتماد على غير النصّ.
ونعنى بالمدرسة الثانية مدرسة الخلفاء بشخص رئيسها الخليفة الثانى والتى امتدَّت من بعده وبلغت أوجها على يد إمام الأحناف أبى حنيفة الى حدِّ كان يخالف النصّ لأجل الرأى والاستحسان ، فقد روى الخطيب البغدادى فى تاريخه إنَّ أباحنيفة كان يقول :
« لو ادركنى رسول الله 9وأدركته ، لأخذ بكثير من قولى وهل الدين إلاّ الرأى الحسن » [٢].