ولم يقتصر الكميت في هجائه على الأمويين ، وإنما هجا انصارهم واعوانهم فقد هجا الحكيم بن عياش الكلبي ، وقد اعتز الكميت في هجائه ببني أمية ، وكان ذلك موضع دهشة واستغراب.
وقد خف إليه ولده المستهل فانكر عليه اعتزازه ببني أمية قائلا : « يا ابة انك هجوت الكلبي ، وغمزت عليه ، ففخرت ببني أمية ، وأنت تشهد عليهم بالكفر ، فهلا فخرت بعلي وبني هاشم الذين تتولاهم؟!! »
فأجابه الكميت جواب العالم الخبير قائلا :
« يا بني أنت تعلم انقطاع الكلبي الى بني أمية ، وهم اعداء علي ، فلو ذكرت عليا لترك ذكري ، واقبل على هجائه فاكون قد عرضت عليا له ، ولا أجد له ناصرا من بني أمية ، ففخرت عليه ببني أمية وقلت : ان نقضها علىّ قتلوه ، وإن امسك قتلته غما وغلبته .. »
وكان كما قال الكميت : فقد امسك الكلبي من جوابه إلا انه ترك الحزن والأسى يحزان في نفسه [٤٣].
٣ ـ اثارة العصبية بين اليمنية والنزارية
وقام الكميت بدور خطير في تحطيم الدولة الأموية فقد القى الخصومة واجج نار الفتنة بين اليمانية والنزارية ، وهما من أهم القبائل العربية عددا ونفوذا ، وكانتا من اعظم المؤيدين للحكم الأموي ، وقد هجا الكميت في شعره اليمانيين وعدد مثالبهم فلم يترك حيا من احيائهم إلا هجاه بأقسى