وقد أراد بهذين البيتين ابطال ما زعموه أن النبي (ص) لم يورث فان كان ذلك حقا فان القبائل المذكورة لها نصيب في الخلافة بل كانت الناس فيها سواء ـ حسبما يقول شارح الهاشميات ـ ولا وجه لاختصاص قريش بها ، وهو منطق رصين يقوم على المنطق والفكر ... لقد كان الكميت بهذا الاستدلال فقيها فقد صاغ شعره صياغة العالم الفقيه الذي يعرف كيف يناقش المسائل ، ويثبتها ويدلل عليها ـ كما يقول الدكتور يوسف خليف ـ [١٨].
٢ ـ وأقام الكميت شعره في مدح بني هاشم على الاستشهاد بآيات من القرآن الكريم تدلل على ما ذهب إليه ، يقول مخاطبا بني هاشم :
انه يشير في البيت الأول الى قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى )[٢٠].
وفي البيت الثاني الى قوله تعالى : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )[٢١] وقوله تعالى : ( وَآتِ ذَا
[١٧] الهاشميات ( ص ٤٢ ). [١٨] حياة الشعر في الكوفة ( ص ٧١٣ ). [١٩] الهاشميات ( ص ٤٠ ). [٢٠] سورة الشورى : آية ٢٣. [٢١] سورة الأحزاب : آية ٣٣.
اسم الکتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 328