اسم الکتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 250
وألمت هذه الوصية بما اتصفت به الشيعة الأوائل من النسك والورع والتقوى والحريجة في الدين حتى نالوا ثقة الناس فأتموا بهم في صلاتهم ، وائتمنوهم على اموالهم ودينهم ، وقد عرفوا بهذا السمت من الورع والصلاح ، وذاع عنهم ذلك ، ومن طريف ما ينقل ان شيعيا مثل شاهدا أمام القضاء فرد القاضي عليه شهادته لأنه من الرافضة ، فاغرق فى البكاء فبهر القاضي ، وتوهم ان بكاءه لرد شهادته ، وسأله عن ذلك فاجابه بما مضمونه انك حدت عن الحق فنسبتني الى طائفة لا ينتسب إليها الا الأنبياء والمتقون.
٣ ـ صفات الشيعة
وأدلى (ع) في كثير من احاديثه عن الصفات الرفيعة التي ينبغي أن يتحلى بها من انتحل مذهب أهل البيت (ع) ، وهذا بعض ما أثر عنه.
١ ـ قال (ع) : « ما شيعتنا إلا من اتقى الله واطاعه ، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع ، والتخشع ، واداء الامانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم والصلاة والبر بالوالدين ، وتعهد الجيران من الفقراء ، وذوي المسكنة ، والغارمين والايتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكف الألسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا امناء عشائرهم فى الاشياء .. » [٣١٠]
ولا يتحلى بهذه الصفات إلا الابرار والمتقون الذين يخشون الله ، ويخافون عقابه.
٢ ـ قال (ع) : « إنما شيعة علي (ع) المتباذلون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون لاحياء أمرنا ، الذين اذا غضبوا لم يظلموا واذا رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاورهم ، وسلم لمن خالطوا. » [٣١١]