اسم الکتاب : حوار مع صديقي الشيعي المؤلف : الهاشمي بن علي الجزء : 1 صفحة : 125
هل عرفنا الله حقّاً :
من مصائب الدهر أنّ فرق المسلمين اختلفت
في كلّ شيء حتّى في الله سبحانه وتعالى ، وقد رأيت أنّ بعض فرق المسلمين
تؤكّد بما ليس فيه شك أنّ الله في السماء ، جسم يرى يوم القيامة ، بل حتّى
في المنامات ، وأنّه يصعد وينزل ويضحك [١]
، وأنه جالس على العرش فوق سماواته وإلى غير ذلك من الأوصاف.
وكنت في مدينتي « قابس » أعرف صديقا
متشيّعا كان يقول لي أنّه فيما مضى كان منضمّا إلى جماعة « الدعوة والتبليغ
» الشهيرة ، وكنت ـ يقول ذاك الصديق ـ كثيرا ما ألازمهم لحسن أخلاقهم
وروحيّتهم العالية ، وكنّا ربّما اعتكفنا في مسجد مقام الصحابي المعروف في
مدينتنا « أبي لبابة الأنصاري » [٢]
حيث كنّا نصوم النهار ونحيي اللّيل ، وكنّا نتناوب العبادة ساعتين ساعتين
حيث ننام ونستيقظ وعندما ، يحين الثلث الأخير من اللّيل ـ يسترسل صاحبنا ـ
نهرع إلى ساحة المسجد مسرعين مشتاقين رافعين رؤوسنا وأيدينا إلى السماء
الصافية المزدانة بنجومها ويشتد دعاؤنا ومناجاتنا ويحمى الوطيس ، فالله
تعالى في أقرب منازله إلينا في
[٢]
هو الصحابي الأنصاري « بشر بن عبدالمنذر » المعروف بأبي لبابة وله عندنا مقام جليل
، وهو الذي ربط نفسه في سارية المسجد إلى أن نزلت فيه آية قبلت توبته.
اسم الکتاب : حوار مع صديقي الشيعي المؤلف : الهاشمي بن علي الجزء : 1 صفحة : 125