اسم الکتاب : حقوق أهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 71
للتقرب إلى اللّه تعالى كلٌّ حسب طريقته ، فحتى المشركون يرون شركهم وعبادتهم للأصنام يقرّبهم إلى اللّه تعالى ، فطلب التودّد في التقرّب إلى اللّه تعالى بدون تقييده بعبادته وحده يكون أمراً مبهماً لا يمكن قبوله.
وإذا كان المراد هو التقرّب إلى اللّه تعالى بالتودّد إلى طاعته ، فانّ الأنسب أن يأمر بطاعته ، لا التودّد لطاعته ، فما معنى التالي إذا تحقّق الأول؟!
الثاني : المراد من القربى هي القرابة ، التي هي بمعنى الرحم ، ومعناه أنّ أجر الرسالة أن تصلوا أرحامكم وتودّوهم وتحسنوا إليهم ، فيكون المراد هو المودّة في قرباكم.
ولمناقشة هذا الرأي نحتاج إلى توضيح هوية القربى المأمور بمودّتهم ، فهذه اللفظة وردت في الآيات بمعانٍ مختلفة ، تتوقف على القرائن المحتفّة بها من سياق الكلام ودلالة ألفاظه ، وتحديد ماهية الإضافة ، ففي قوله تعالى : (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)[١]المراد قرابة المخاطبين بقلتم ، أما قوله تعالى : (مَا أَفَاءَ اللّه عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)[٢] فإنّ المراد منها قرابة الرسول 6 بقرينة قوله : (على رسوله) وكذلك في قوله تعالى : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى) المراد قربى الرسول 6 بقرينة قوله : (لا أسألكم) فإنها تشير إلى أن المراد هم أقرباء السائل ، والسائل هو الرسول 6.
هذا من جانب ومن جانب آخر ليس ثمّة فائدة ، يجنيها الرسول 6 من ودّ المسلمين لأقاربهم حتى يجعلها أجراً لرسالته ، فإنّ هذا كلام لا معنى له.
[١] سورة الأنعام : ٦ / ١٥٢. [٢] سورة الحشر : ٥٩ / ٧.
اسم الکتاب : حقوق أهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 71