responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حقوق أهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم المؤلف : مركز الرسالة    الجزء : 1  صفحة : 64

معطيات الآية ودلالاتها

إنّ الآية في ظاهرها تريد المودة ، وهي الثبوت على المحبّة ، فإنّ مَن ثبت على المحبّة استصحب المودة في كل حال ، وعند التأمّل المنصف المتأنّي نجد أنّها لا تقف عند حدّ المودة والحبّ ، بل تتعداه لتجعل من هذه المودّة طريقاً إلى اتّباع نهج المودود ، وهذا ما نستشعره من جهات ثلاث :

الاُولى : من الواضح أن المودة وضعت على كفتي ميزان مع الرسالة ، حيث جُعلت أجراً لها ، وهو أمرٌ عظيم لا نراه بحكم الوجدان يتوقف على إرادة المحبّة وحدها ، وإن كانت مطلوبة لذاتها ، فالمحبّة المجردة لا تكون عدلاً لتبليغ الرسالة إلاّ إذا كانت كاشفةً عن سبيل قويم إلى مرضاة اللّه تعالى ، تتجسّد فيه كل أهداف وغايات الدعوة.

الثانية : إن طلب المحبّة المجرّدة لا يكشف عن حالة من الاندكاك والذوبان الكامل في اللّه تعالى الذي يناسب مقام الرسول 6 لأنه قد يلوح منها جانب ذاتي ، أما إذا قلنا بأن المراد من طلب المحبّة هو طريق للاقتداء بسلوك المحبوب الذي من خلاله نضع أقدامنا على الصراط المستقيم ، فإن ذلك يشكل جزءاً من الدعوة ، عندها نكون قد ارتفعنا بطلب المودّة إلى مستوى من الهدفية والحكمة بما ينسجم وروح وغاية رسالة السماء.

الثالثة : حكم الطبيعة بأن الإنسان إذا أحبّ شيئاً أحبّ جميع شؤونه ، فتراه يتتبعها ويتوددها ويتمناها ، ويتّخذ ممن أحبّ قدوةً وأُسوةً ، يطيعه ولا يعصيه ، وفي هذا يقول الإمام الصادق 7 : « ما أحبّ اللّه عزّوجلّ مَن عصاه » ثمّ تمثّل فقال :

اسم الکتاب : حقوق أهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم المؤلف : مركز الرسالة    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست