اسم الکتاب : حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف المؤلف : جليل تاري الجزء : 1 صفحة : 69
المؤلمة هذه ، وهو يطوي لحظاته الأخيرة ، بعد جهادٍ وجهودٍ ومكابدةٍ لصعابٍ في طريق هداية البشر ، وإرساء قواعد مجتمعٍ يقوم على أساس الشريعة المقدسة. إنّها كلمات تدعو للحزن والشجن حينما ترنّ في آذان المسلم وهي تخرج من فم النبي 9 في ليالي الوداع الأخيرة. إنّ ما يبعث على الآهات والزفرات هذا السؤال : لماذا لم يسمحوا للنبي 9 الخاتِم أن يرحل إلى ربّه بقلبٍ ممطمئنٍّ من اُمته على الأقلّ ، بعد كل ما تجرّع من المحن ؟
إنّ كلام النبي 9 هذا يكشف بوضوحٍ المؤامرة التي كانت تُدبَّر بليلٍ لحرف المجتمع عن مسارة الصحيح ، ويُنذر بوقوع فتنٍ متعاقبةٍ بين المسلمين. من هنا يجدر طرح هذا السؤال : مَن هم المتأمرون ؟ وإلى ماذا كانوا يهدفون ؟
نحاول هنا التعرّض لبيان هذه الفتن ، وذلك بالاعتماد على النصوص التاريخية والحديثية.
الثاني : محاولات بني اُمية وأشياعهم
كان هناك شعور يراود بني اُمية بأنّهم الأجدار من غيرهم لزعامة العرب ، وهذا ما جعلهم في صراعٍ محتدمٍ مع بني هاشم على طول التاريخ ، ومن هنا وقفوا بوجه النبي 9 بعد بعثته ، وسخّروا جميع الإمكانات للتآمر عليه وقادوا الحروب ضدّه ، ولكنهم مُنُوا بالهزيمة ،
اسم الکتاب : حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف المؤلف : جليل تاري الجزء : 1 صفحة : 69