responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 95

الوشايج الجسمية ، فهل ترى معى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعله ارتفع عن افق الزمان ، واشرف بروحيته المقدسة من نافذة الدهر ، واطل على صحيفة التكوين من ألفه الى يائه ، فنظر الى الماضي والحاضر والآتي نظرة واحدة ؛ رأى الحوادث الآتية ممثّلة بعينها في صحيفة الوجود لابصورها على شاشة التمثيل ، رأى ما كابد ولداه من الدفاع عن دينه ، والحماية لشريعته والتضحية بانفسهم وأموالهم وأولادهم ، وأنهم ارخصوا في المفادات كل غال وعزيز ، تجرّع الحسن السمّ من معاوية مرارا حتى قضى بالمرّة الاخيرة التي تقيأ بها كبده قطعة قطعة.

ثم ضرب الحسين عليه‌السلامالمثل الاعلى في التضحية والمفادات لحفظ شريعة جده ، فاستقبل السيوف والرماح والسهام وجعل صدره ونحره ورأسه ورئته ، وقاية عن المعاول التي اتخذها بنو أمية لهدم الاسلام ، وقلعه من اساسه ، ونصب نفسه وأولاده وانصاره ، الغرّ الميامين هدفا وشبحا لوقاية الاسلام من أن تنهار دعائمه ، وتنهد قواعده وقوائمه ، بهجمات الامويين عليه ، حتى سلم الاسلام واشرقت أنواره ، وعلمت اسراره ، وهلك الكافرون وخسر هنا لك المبطلون ، وكانت كلمة الله العليا ، وكلمة اعدائه السفلى ، وكل مسلم من أول اسلام الناس الى اليوم بل والى يوم القيمة مدين ورهين بالشكر والمنة لهذين الامامين ؛ ولو لا تضحيتهما التي ماحدث التاريخ بمثلها ابدا.

نعم لولا تلك التضحية لعاد الناس بمساعي الامويين الى جاهليتهم الاولى بل أتعس اذاً ، فهل تستغرب من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تلك الحفاوة والتعظيم لهما وهما طفلان صغيران ، وقد عرب بل رأى بعين بصره تلك الحوادث الفجيعة ؛ وذلك الكفاح المرير من اجله وفي سبيله ، وكان يشمهما ويضمهما ويقول : « هما ولداي وريحانتاي » وباليقين انه كان ينتسم منهما العبق الربوبى ، ويتوسم بهما الالق الالهي وبهذا نعرف ويجب ان نعرف أن الحسن والحسين ، نور واحد لا يفضل احدهما على

اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست