وقد تكرر هذا المضمون باساليب متنوعة والظاهر انه عن وقايع متعددة ففي المجموعة بسنده عن عدي ابن حاتم الطائي رحمهالله انه دخل على علي بن ابيطالب سلام الله عليه في بعض مقاماته بصفّين عشاء قال : فلقيناه واذا بين يديه شنة فيها ماء قراح وكسيرات من خبز شعير وملح ثم قال : فقال له عدي : اني لارثي لك يا اميرالمؤمنين انك لتظلّ نهارك طاوياً مجاهداً وليلك ساهراً مكابداً ثم يكون هذا فطورك فرفع رأسه سلام الله عليه وقال : ياعدي الغنى في النفوس والفقر فيها وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.
نهى عنه عليهالسلام في حقهما وانما كان يخاف منهما من ادخال سمن أو زيت على الجراب اشفاقاً منهما عليهما السلام على أبيهما وتلطفاً ورحمة منهما على صلوات الله عليه ولم يكن في ادخال سمن أو زيت عليه حرمة أو كراهة بل كان أميرالمؤمنين عليهالسلامامام عدل وحجة حق يسير في سيرته سيرة ائمة الحق كما قال عليهالسلام: يجب على أئمة الحق أن يعتدوا ... وكان عليهالسلامفي جانب عظيم من النفرة عن صفات الملوك الجبابرة حتى في مأكله ومشربه. فصلوات الله وسلامه عليه وقد أسس دولة عدل لم يتيسر لأحد من الأقوام في الدنيا الى اليوم تأسيس مثلها ومن الجدير ان نفتخر نحن الشيعة بذلك ونقيم لأجلها حفلات.