لا يجوز عند ذوى العقول ، ولا يسأل العبد عنها يوم القيامة ، وما كلّفنا الله سبحانه وتعالى بها ولا يعاقبنا على عدم معرفتها [١] وانما كلّفنا العبادات : الصلاة ، والصوم وغيرهما ، وهي التي يعاقبنا على الجهل بها ، وهي التي يلزمك أن تسأل عن أحكامها وفروعها فاللازم عليك ان لا تسأل عن مثل تلك الأسألة التي لافائدة فيها ولاطائل تحتها ؛ اذا سئلت فقل لكل فضل ، وعلم الافضلية عند الله ، وهذه من أحسن النصائح ، ولم يثبت هذا من قول النبي صلىاللهعليهوآله سل عن امور دينك الخ ـ وهذه الاسألة ليست من أمور الدين ولامن فروعه.
نظرا الى ذكر حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين قوله عليه الصلاة والسلام في الكلام الذي تكلم به يوم الغدير وأسئلكم : « عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما فقيل له : وما الثقلان يا رسول الله ؟ فقال الاكبر منهما كتاب الله سبب ، طرف منه بيد الله وطرف بأيديكم » هذه رواية زيد بن أرقم ، وفي رواية ابي سعيد الخدري : « حبل ممدود من السماء الى الارض ، والاصغر منهما عترتي اهل بيتي ، انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ». وفي رواية أخرى : « حبلان ممدودان من السماء الى الارض » ، فان الكلام يعود على الثقلين. وهذه استعارة لانه عليه الصلاة والسلام شبّه كتاب الله بالحبل الممدود بين الله وبين خلقه يعصم منهم من اعتصم به ، ويستنفذ من المهاوى والمعاطب من اعتلق بطرفه ، وليس هناك يد على الحقيقة تعصم المتعلق بها وتستشيل المتورط ، وانما ذلك على التمثيل والتشبيه ، لان المستنقذ من الورطة والمنهض من السقطة في الاكثر انما يجتذب بيده ويستعين بسببه فأخرج عليه الصلاة و السلام كلامه على العرف والمعروف والامر المعهود. ومن روى حبلان ممدودان واراد باحد الحبلين العترة فالمعنى انه عليه الصلاة والسلام اقام عترته مقام الحبل الممدود الذي يكون عصمة المستعصم و نجاة المستسلم كما قلنا في القرآن. وهذا الخبر بتمامه هو خبر يوم الغدير الذي يقوم فيه صلىاللهعليهوآله : من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره ...
انظر « المجازات النبوية » ص ١٦٦ ، ط مصر.
تواتر حديث الثقلين مما لا يشك فيه وعبارة الحديث : « كتاب الله وعترتي اهل بيتي » واما حديث : « كتاب الله وسنتي » فهو خبر واحد مروي من طريق العامة ولاربط له بحديث الثقلين الذي اتفقت الامة كافة على تواتره وليس ذلك الخبر الواحد منه.