responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 252

الغربية في جميع أطوارها ـ ضرب المثل الأعلى في ضبط النفس واقامة العدل بين زوجاته المتعدّدات وعدم الانحراف عن محجّة العدل والانصاف بينهم قيد شعرة مع جمعه لهنّ في منزل واحد واختلافهن في السنّ والجمال وسائر الجهات الّتي تستهوى النفوس ونحن نجد في الكثير الغالب أنّ الرجل الصلب القوي قد يعجز عن ارضاء زوجتين واقامة ميزان العدل بينهن على أتمّ حدوده ومقاييسه ولابدّ ان ترجّح احدى الكفّتين عنده ولو قليلا مهما بالغ في التحفّظ والكتمان فكيف بمن يحسن معاشرة تسع نساء أو أكثر في منزل واحد فيرضى الجميع ويعدل بين الكل ويخضعن له جميعاً وهنّ « حبائل الشيطان » ولا يرضيهنّ في الغالب كلّ ما في الكون من ثروة وسلطان حتّى أنّ احدى زوجاته وهي سودة بنت زمعة [١] لمّا أراد النبي


[١] سودة بنت زمعة بن قيس بن عبدشمس القرشية العامرية عدّها شيخ الطائفة الطوسى (قده) في رجاله من الصحابيات وكذلك جمع من علماء اهل السنة وكانت قبل ان يتزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت ابن عم لها يقال له : السكران بن عمرو. ولما اسلمت وبايعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اسلم زوجها معها وهاجرا جميعاً الى ارض الحبشة فلما توفى عنها تزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان ذلك في شهر رمضان سنة عشر من النبوة بعد وفات خديجة بمكة وقيل سنة ثمان للهجرة على صداق قدره اربعمائة درهم وهاجر بها الى المدينة وكانت امرأة ثقيلة ثبطه ومن فواضل عصرها واسنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم تصب منه ولداً. ووهبت ليلتها لعائشة حين اراد طلاقها فقالت : لاتطلقني وامسكني واجعل يومي لعائشة لارغبة لي في الرجال وانما اريدان احشر في ازواجك ففعل صلى‌الله‌عليه‌وآله فنزلت : فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما والصلح خير وروى محمّد بن اسحاق عن حكيم بن حكيم عن محمّد بن علي بن الحسين عن ابيه عليه‌السلام قال : كان جميع ماتزوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خمس عشرة امرأة وان أول امرأة تزوجها بعد خديجة بنت خويلد سودة بنت زمعة وذكر النسابة محمّد بن حبيب البغدادي المتوفى سنة (٢٤٥) ه‌ بسر من رأى من زمن خلاقة المتوكل العباسي ـ في كتابه ( المحبر ) ص ٧٩ طبعة حيدر آباد الدكن ان سورة ( كانت قد رأت فى المنام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اقبل يمشي حتى وطىء على عنقها فأخبرت زوجها فقال : وأبيك لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجنك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم رأت في المنام ليلة أخرى كان قمراً انقض عليها من السماء وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقال : وأبيك لا ألبث الا يسيراً حتى أموت ثم تتزوجين من بعدي فاشتكى السكران من يومه ذلك فلم يلبث الا قليلا حتى مات ، فتزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم طلقها تطليقة وكانت قد

اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست