responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 18

غيوم ذلك البلاء المتراكم ، ولكن « على قدر اهل العزم تأتى العزائم » وعند العظم تصغر العظائم، فأول ما كان له من طلائع النبوة وقدامى الحي والبعثة وقوع الرؤيا الصادقة منه التي تجيء كفلق الصبح له ، [١] ثم تعقب ذلك سماع الصوت دون معاينة الشخص قائلا له غير مرة : يا محمّد انك رسول الله ، فكانت تأخذه عند ذلك من الوحشة والدهشة ، واللذة المشوبة بالعجب والانس المشتبك بالغرابة حال يقصر أبلغ يراع بليغ عن تصويرها ، ويكل لسان كل مثيل عن تمثيلها ، وكان لتلك الحال روعة تدفع لجسمه الشريف مثل الهزة والفزة [٢] ويصيبه الافكل والرعدةكدأب المبتهج المستبشر.

نعم ثم تدرّج الوحي اليه على مقتضيات الحكمة ، اذ التعاليم ثمة وان كانت اللآهية ولكن لها على قداستها وجهة بشرية ، فلاجرم ترد متدرجة حسب القوابل ومقتضيات الاساليب والعوامل ، فتجلّى له الملاك بالوحى المبين ، والكلام الصادر بألفاظه ومعانيه ، ومقاصده ومبانيه من مصدر الناحية الربوبية والمعمل الالهي والعلم غير المتناهى ، قائلا له ـ وهي أول سورة نزلت عليه من ذلك الكتاب المقدس والطراز الانفس ـ اقْرَأْ بِاسْمِ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ) [٣] فقرأها وانصرف عنه ،


[١] لأهل السنة في بدء الوحي اخبار عجيبة واحاديث موضوعة رواها البخاري ومسلم في صحيحيهما والطبري وابن الاثير في تاريخهما يجل مقام النبوة والرسالة من نسبة القضايا المذكورة فيها الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بل تلك الاخبار الموضوعة بالخرافات اشبه منها بالاحاديث واحق ان تجعل مسخرة للناظرين لا رواية للراوين ولاوسع في المقام لذكرها وبيان ما فيها من الشطحات والاباطيل والاكاذيب وقد نقل شطراً منها شيخنا العلامة الكبير المحقق الشيخ محمّد حسن المظفر النجفي قدس سره في دلائل الصدق وبين ما اشتملت عليها هذه الاخبار من الخرافات بل الكفريات انظر دلائل الصدق ، ج ١ ، ص ٤١٢.

[٢] طير فوأده وافزعه وازعجه.

[٣] سورة ٩٦ آية : ٦ ـ ٢.

اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست