responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 161

ومن الحكم في غيبته عجّل الله فرجه ولعلها من أهم الحكم والاسرار هو تمحيص المؤمنين بهذه المحنة ، وابتلائهم بهذه الفتنة أَحَسِبَ النّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّا وهُمْ لا يُفْتِنُونَ [١] أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ ولَمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْ مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ والضَّرّاءُ وزُلْزِلُوا حَتّى يَقُولَ الرَّسُولُ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبُ [٢] حَتّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا [٣] والاخبار بهذا المعنى كثيرة وأن بطول مدة غيبته يمتاز الايمان الثابت من المستودع ، والمؤمن الخالص من المغشوش ، فهي غربلة وتصفية للمؤمنين ولِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ويَمْحَقَ الْكافِرِينَ . [٤]

روى الصدوق رحمه‌الله عن الكاظم موسى عليه‌السلام: « اذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في اديانكم لايزيلكم عنها أحد يا بنيّ لابد لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان بقول به ، انما هي محنة من الله عزوجل امتحن بها خلقه ـ الى ان قال ـ يابنيّ عقولكم تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله ». وفي احتجاج الطبرسي في التوقيع الصادر من الناحية المقدسة على يد العمري : أما علّة ماوقع من الغيبة فان الله عزوجل يقول : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [٥] انه لم يكن أحد من آبائي الا وقعتت في عنقه بيعة لطاغية زمانه واني أخرج ولابيعة لاحد من الطواغيت في عنقي.

وهناك اسرار وحكم أخرى لايتسع الوقت والمجال لبيانها ، على أن كل ذلك


[١] سورة ٢٩ آية : ٢.

[٢] سورة ٢ آية : ٢١٤.

[٣] سورة ١٢ آية : ١١٠.

[٤] سورة ٣ آية : ١٤١.

[٥] سورة ٥ آية : ١٠٢.

اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست