responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 152

جريان عوالم الشر من أبيه الاول الى ولده الاخير وجدنا الشرّ هو الغالب على الشر ، والفساد هو المستولى على الصلاح ، والباطل غابا مستفحل على الحق ، وان الانسانية لاتزال تئنّ من جروح الظلم الدامية ، وترزح تحت اثقال الجور العاتية ، فهل يصلح هذا أن يكون هو الغرض والحكمة لذلك الصانع الحكيم من خلق هذا المخلوق التعيس وهو الانسان ؟ وهل هذه الفائدة والثمرة من ايجاده ؟ كلا ثم كلا وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً هذا البشر الذي ثلثاه شرّ بل أكثره ؟ وقد قال القائل ؟

ليت الكلاب لنا كانت مجاورة

وأننا لم نر ممن نرى أحداً

و قال الاخر :

اني لافتح عيني حين افتحها

على كثير ولكن لا أرى أحداً

أفهذا يصلح أن يكو غاية الصنع ، وفائدة الايجاد ، وثمرة التكوين ؟ جل الصانع وتعالى ، وتقدس عن ذلك ، كيف وقد قال جل شأنه : كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي [١] وقد رأينا اكثر الرسل مغلوبين مقهورين مستضعفين مقتّلين ، ولاشك ان المراد بالغلبة المنوّه عنها في الكتاب هي الغلبة في الدنيا. اما في الاخرة فالغلبة له جل شأنه وحده كل شيء هناك هالك الا وجهه [٢] ـ والملك يومئذ لله الواحد القهار ـ [٣] اذاً فلامحيص ولامجال من ان للحق في هذه الدنيا دولة ، وللصلاح فوزو نجاح وللعدل ظهور وغلبة ، ورسله في هذا الكون سطوة وسلطان على جنود الشيطان ، وان الله جل شأنه سوف يفى بوعده لانبيائه وأوليائه وهو لايخلف الميعاد.


[١] سورة ٥٨ آية : ٢١.

[٢] اشارة الى آية : ٨٨ من سورة : ٢٨.

[٣] اشارة الى آية : ١٦ من سورة : ٤٠.

اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست