responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 130

من الأحكام ولاتسيغها شريعة من الشرايع ، لاقتضى ذلك تأليف يشجبك ويشجيك ، يضحك ويبكيك.

اما ما أشكل عليك من جعل الحسين سلام الله عليه أصحابه في حلّ من بيعته فليس محل العجب منه وموضع السؤال وعقدة الاشكال معكوسة وهي انه سلام الله عليه كيف أباح لهم الجهاد معه وهو يعلم كما قال لهم ان القوم انما يطلبون شخصه الكريم فقط ، وانهم لو ظفروا به لم يكن لهم حاجة بغيره ، ويعلم هو كما يعلم كل واحد منهم انهم لايستطيعون دفع القتل عنه مهما جاهدوا واجتهدوا ، اذا ألاّ يكون جهادهم معه من العبث والقاء النفس في التهلكة بغير فائدة فكيف رضى سلام الله عليه منهم بذلك ؟ وهذا هو السرّ الغامض الذي يحتاج الى البحث والنظر لاما ذكرته من جعلهم في حل بيعته ، وليس معنى ذلك انه أسقط عنهم التديّن بامامته التي جعلها الله طوقاً في عنق كل مكلف يستحيل نزعه وخلعه ، وليس هو المقصود من جعلهم في حلّ من بيعته كما توهّمت.

نعم العقدة التي لاتحل ولعل سرّها الغامض لايعلمه الا الله والراسخون في العلم هو هذه الناحية ، فانّ المعلوم بضرورة العقل والنقل وفي عامّة الشرائع والأديان ان الجهاد انما يجب أو يجوز مع احتمال السلامة ورجاء الظفر والغلبة أما مع اليقين بالهلكة والمغلوبية فهو اتلاف للنفوس بغير فائدة [١] فاصحاب الحسين عليه‌السلاملو تركوا


[١] ان الحسين عليه‌السلامامام معصوم وانسان حكيم فلايخفى عليه الصواب ويتجلّى اصابة الحسين عليه‌السلامفي موافقته على تضحيتهم معه بعد تخييرهم بالرجوع الى الرأى الحديث في العمل السياسي ، وخلاصته ان التاريخ من صنع الانسان افراداً وجماعات ولاتجرى حوادث التاريخ بصورة عفوية آنية وبدون ارتباط بالحوادث السابقة ، فحوادث السابقة ، فحوادث التاريخ مترابطة ولذلك لابد في العمل السياسي لاجل الوصول لغاية معيّنة من العمل المستمر والجهاد المستمر ، فالتضحية في سبيل الحق على اختلافها وان لم تكن ذات فائدة آنية فانها تثمر في المستقبل خصوصا الشهادة في سبيل الحق فانها تنبه الافكار وتهيج النفوس

اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست