انّ التضحية والمفادات التي تسامى وتعالى بها امام الشهداء وأبوالائمة يوم الطّف من أي ناحية نظرت اليها ، ومن كل وجهة اتجهت لها متأملاً فيها أعطتك دروساً وعبراً ، وأسراراً وحكماً تخضع لها الالباب وتسجد في محراب عظمتها العقول ، واقعة الطف وشهادة سيّد الشهداء واصحابه في تلك العرصات كتاب مشحون بالآيات الباهرات والعظات البليغة فهي :
كالبدر من حيث التفت وجدته
يهدى الى عينيك نوراً ثاقبا
أو :
كالشمس في كبد السماء ونورها
يغشى البلاد مشارقاً ومغارباً
أو :
كالبحر يمنح للقريب جواهرا
غرراً ويبعث للبعيد سحائبا
هذه الدنيا وشهواتها ولذائذها وزينتها وزخارفها التي يتكالب عليها البشر ويتهاوى على مذبحها ضحايا الانام ، هذه الدنيا التي اتخذها كل واحد من الناس