تزيد » فأين يزيد من هذه المآسي التي لا يقرها دين ولا عقل ، وإنني أربأ بأهل السنة والجماعة إن كانوا حقا يتبعون سنة الرسول ، أن يحكموا بعدالة من حكم القرآن والسنة بفسقه وارتداده وكفره وقد قال رسول الله 9 « من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله أكبه على منخريه في النار » [١].
هذا جزاء من سب عليا فما بالك بمن لعنه وحاربه وقاتله فأين علماؤنا من كل هذه الحقائق ، أم على قلوب أقفالها.
وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون.
* ٢ ـ الصحابة غيروا حتى في الصلاة
قال أنس بن مالك : ما عرفت شيئا مما كان على عهد النبي 9 مثل الصلاة ، قال أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها. وقال الزهري دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال : لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وقد ضيعت [٢].
وحتى لا يتوهم أحد أن التابعين هم الذين غيروا ما غيروا بعد تلك الفتن والحروب ، أود أن أذكر بأن أول من غير سنة الرسول في الصلاة هو خليفة المسلمين نفسه عثمان بن عفان وكذلك أم المومنين عائشة ، فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما : أن رسول الله 9 ، صلى بمنى ركعتين ، وأبو بكر بعده ، وعمر بعد أبي بكر وعثمان صدرا من خلافته ، ثم أن عثمان صلى بعد أربعا [٣].
كما أخرج مسلم في صحيحه ، قال الزهري قلت لعروة مابال عائشة تتم الصلاة في السفر؟ قال إنها تأولت كما تأول عثمان [٤].
وكان عمر بن الخطاب يجتهد ويتأول مقابل النصوص الصريحة من السنن النبوية بل
[١] مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٢١ خصائص النسائي ص ٢٤. مسند الامام أحمد ج ٦ ص ٣٣ المناقب للخوارزمي ص ٨١. الرياض النضرة للطبري ج ٢ ص ٢١٩. تاريخ السيوطي ص ٧٣. [٢] صحيح البخاري ج ١ ص ٧٤. [٣] صحيح البخاري ج ٢ ص ١٥٤ ، صحيح مسلم ج ١ ص ٢٦٠. [٤] صحيح مسلم ج ٢ ص ١٤٣ كتاب صلاة المسافرين.