responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : توضيح المراد المؤلف : الحسيني الطهراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 494

ان قلت : ان علماء المسيحيين يقولون : ان الله روح حل فى جسد عيسى كما فى كتبهم وتفاسيرهم ومباحثاتهم وفى الباب الرابع من انجيل يوحنا ، وذلك نظير نفخ الروح فى جسد آدم على ما نطق به القرآن الكريم ، قلت : ان الكلامين متخالفان لان القرآن لم يقل ان الله روح حل فى جسد آدم ، بل قال : نفخت فيه من روحى ، والفاعل غير المفعول والمضاف غير المضاف إليه ، والرسول والائمة صلوات الله عليهم مفسرون وعلماء الاسلام مصرحون بان الاضافة للاختصاص والتشريف فقط كما اضاف تشريفا الى نفسه بقعة من الارض فقال : بيتى ، لا انها بيت له حقيقة ، فالمعنى ان الله تعالى خلق روحا اشرف منسوبا إليه تشريفا ونفخ فى جسد آدم ، واما علماء المسيحية فمصرحون ومصرون بان الله تعالى بنفسه حل فى جسد عيسى واتحد معه على ما فى زبرهم.

قول الشارح : وبعض الصوفية القائلين الخ ـ بل هم قائلون بانه تعالى حال فى كل شيء على ما هو ظاهر كلماتهم فان الاشياء عندهم مظاهر لحقيقته تعالى ، نعم ان الانسان الكامل على زعمهم مظهر كلى جامع بين مظهرية الذات والصفات والافعال ، قال شيخهم ابن العربى فى الفص اليوسفي من فصوصه : فكل ما ندركه فهو وجود الحق فى اعيان الممكنات ، وقال فى الفص الآدمى : ولو لا سريان الحق فى الموجودات بالصورة ما كان للعالم وجود ، وقال فى الفص الهودى : وبالاخبار الصحيح انه عين الاشياء والاشياء محدودة وان اختلفت حدودها فهو محدود بحد كل محدود فما يحد شيء الا وهو حد الحق فهو السارى فى مسمى المخلوقات والمبدعات ، وقال فى الفص الالياسى : واذا اعطاه الله المعرفة بالتجلى كملت معرفته بالله فنزه فى موضع وشبه فى موضع وراى سريان الحق فى الصور الطبيعية والعنصرية ، وقال فى الفص اللقمانى : فمن لطفه ولطافته انه فى الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء ، وقال فى الفص الهارونى : فان العارف من يرى الحق فى كل شيء بل يراه عين كل شيء وغير هذه العبارات فى كتابه هذا وغيره ولغيره ممن احتذى بحذائه فى هذا السلوك الاعتقادى.

اسم الکتاب : توضيح المراد المؤلف : الحسيني الطهراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 494
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست