أحدهما : حمل الرطل في الحديث المتقدّم على الرطل المدني ؛ ترجيحا لعرف المروي عنه.
ثانيهما : الاحتياط.
ويظهر من السيد في الانتصار ورود روايات به وقيام إجماع الفرقة عليه حيث قال بعد ذكر تحديده بألف ومأتي رطل : أمّا المدني [١] في مقابلة تحديد [٢] ابن حيّ بثلاثة آلاف رطل ، إن تحديدنا بالأرطال التي ذكرناها أولى من تحديد ابن حيّ [٣] ؛ لأنّا عوّلنا في ذلك على آثار معروفة مرويّة ، وإجماع الفرقة قد دلّ الدليل على أنّ فيهم الحجّة وابن [٤] حي لا يدرى كيف حدّده بثلاثة آلاف رطل وعلى ما ذا اعتمد [٥]؟!
ودفع الأوّل ظاهر ممّا [٦] قرّرنا ، فلا حاجة إلى إعادته. والاحتياط لا يقوم حجّة شرعيّة.
وذكر صاحب الحدائق [٧] : إنّ التحقيق في المقام أن يقال : إنّ الأخبار الواردة في الكرّ القائلة بأنّه « إذا بلغ الماء كرّا لم ينجّسه شيء » دالّة بمنطوقها [٨] على أنّه مع العلم ببلوغ الكرّية لا ينجسه شيء ، وبمفهومها ـ الّذي هو حجّة صريحة صحيحة ـ على أنّه مع العلم بعدم بلوغه كرا ينجس بالملاقاة تعلّق الحكم بنجاسة ذلك الماء على العلم ببلوغه كرا. ومقتضى هذين التعليقين. ومقتضى الاخبار الدالّة على وجوب التوقّف ، التوقّف عن الحكمين والوقوف على جادة الاحتياط في العمل.
[١] في ( د ) : « بالمدنيّ » ، بدل : « أمّا المدنيّ ». [٢] في ( ج ) : « تحديده الجاجي » ، بدل : « تحديد ابن حيّ ». [٣] في ( ج ) : « الحاحى » ، بدل : « ابن حيّ ». [٤] في ( ج ) : « فهم الحجة والحاحي ». [٥] الانتصار : ٨٥. [٦] في غير ( د ) : « ما ». [٧] الحدائق الناضرة : ١ / ٢٦٠.[٨] في ( د ) : « أيضا » ، بدل : « بمنطوقها ».