هل يعيب عاقل ساعيا في مواد الإحسان إلى الفقراء والقرباء والحج إلى بيت الله الحرام هذا رأي مهين ممن اعتمده مزاج سوء ممن قصده وغير مستغرب ذلك من خليط ابن الزيات [٥] وعشيرة
[١] ق : امث وفي ديوان البحتري : ادل. [٢] في الديوان : كانت ذنوبي. [٣] في الديوان : القوافي من مقاطعها. [٤] البيتان هما للبحتري ( ٨٢٠ ـ ٨٩٧ ) من قصيدة يمدح بها علي بن مر الارمني مطلعها :
الشيب زجر له لو كان ينزجر
وبالغ منه لو لا انه حجر
[٥] هو ابو جعفر محمد بن عبد الملك بن ابان بن حمزة المعروف بابن الزيات ، وزّر لثلاثة خلفاء من بني العباس وهم : المعتصم والواثق والمتوكل.
كان ابوه زياتا الا انه كان كثير المال ، وكان محمد شديد القسوة ، صعب العريكة ، لا يرق لاحد ولا يرحمه وكان يقول : الرحمة خور في الطبيعة.
وكان ابن الزيات المذكور قد اتخذ تنورا من حديد ، واطراف مساميره المحددة الى داخل ، وهي قائمة مثل رووس المسال في ايام وزارته وكان يعذب فيه المصادرين ، وارباب الدواوين المطلوبين بالاموال ، ولم يسبقه احد الى هذه المعاقبة ، وكان اذا قال له احد منهم : ايها الوزير ارحمني ، فيقول له : الرحمة خور في الطبيعة فلما اعتقله المتوكل ، امر بادخاله في التنور وقيده بخمسة عشر رطلا من الحديد فقال : يا أمير المؤمنين ارحمني ، فقال له : الرحمة خور في الطبيعة.
قتل ابن الزيات سنة ٢٣٣.
قال ابن خلكان : وكان الجاحظ منقطعا اليه ( يعني ابن الزيات ) فخاف ان يوخذ مع اسبابه فغاب.
اسم الکتاب : بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة المؤلف : ابن طاووس، السيد أحمد الجزء : 1 صفحة : 244