وقد نقل لنا مسلم هذه الوصية التاريخية في صحيحه وبعدة طرق : قال زيد بن أرقم ـ أحد رواة الحديث ـ : « قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً فينا خطيباً بماء يُدعىٰ خُمّاً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنىٰ عليه ووعظ وذكَّر ، ثم قال : أمّا بعد ألا أيُّها الناسُ فإنّما أنا بشرٌ يوشك أن يأتي رسول ربّي فأُجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدىٰ والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به » ، فحثّ علىٰ كتاب الله ورغّب فيه ثمّ قال : « وأهلُ بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي » [٢].
وفي صحيح الترمذي ومستدرك الحاكم ـ وصححه ـ : « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، لن يتفرقا حتّىٰ يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفونني فيهما » [٣].
عشر عليهمالسلام أولهم علي بن أبي طالب عليهالسلام ثم الحسن عليهالسلام والحسين عليهالسلام وآخرهم المهدي المنتظر عجل الله فرجه ، لمزيد من التفصيل انظر كتابنا « وركبت السفينة » ٥٣٣ ـ ٥٩٦.
[١] ولسنا الان بصدد التعرض للنص الذي يعلن مرجعية أهل البيت عليهمالسلام السياسية ـ أعني نص الغدير ـ أجل فلندع أمر الخلافة قليلاً ولنرىٰ الآن أمر ديننا فمن أين نأخذه ؟ [٢] صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل علي بن أبي طالب عليهالسلام. [٣]) « صحيح الترمذي » ج ٥ كتاب المناقب ٦٦٣ / ٣٧٨٨ ، « المستدرك » ٣ / ١٤٨.
اسم الکتاب : النبي ومستقبل الدعوة المؤلف : مروان خليفات الجزء : 1 صفحة : 35