منه بموضوع متكامل إنّما يتدبّر تدبّراً متكاملا بتتبّع الآيات كلّها ذات الصلة بالموضوع المبحوث عنه ، فلاضير من هذا الذي ذكرت مع أنّ هذا قليل في القرآن الكريم ، ويدرك بقليل من التأمّل ، مع أنّ ما ذكرت من تمامة الدين قبل تبليغ هذا الأمر إذ كيف يكمل الدين وبعد لم يتم تعيين الإمام بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )؟! مع ما عرفت من الأهميّة البالغة لهذا الأمر ، وكيف يقول الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ثمّ بعد ذلك يعيّن الإمام بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )؟! فهذا كلام مضطرب للغاية ، لا يمكن أن يصدر من حكيم.
نصوص تعيّن اثني عشر معرِّفاً
وإليك ما سألت بعضاً من الأحاديث الناصّة على عددهم وأسمائهم ، فقد روى الشيخان ( البخاري ومسلم ) واللفظ للأوّل : عن جابر بن سمرة « يكون اثنا عشر أميراً ، فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي : إنّه قال : كلّهم من قريش » [١].
ورواية مسلم [٢] : « لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلا ، كلّهم من قريش ».
في رواية أخرى « إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي له فيهم اثنا عشر خليفه ».