responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المستشرقون والدّراسات القرآنيّة المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي    الجزء : 1  صفحة : 14

إننا لا نستطيع أن ننفي هذه التهم جملة وتفصيلا ، فلهذه التهم أصل من الصحة ، ولا يمكننا أن نزيّف جميع الجهود الاستشراقية ونصمها بالتبشير ففي هذا بعض الغلو والتطرف ، ولكننا نستطيع أن ننزه قسما ونتهم قسما آخر. فالمستشرقون بشر ، والبشر فيه الموضوعي وفيه السطحي ، والمستشرقون مجتهدون ، وقد يخطئ المجتهد وقد يصيب.

يلحظ أن جماعة من المستشرقين قد دأبوا منذ زمن حتى عصرنا الحاضر على وصف القرآن بأنه نسيج من السخافات ، وبأن الإسلام مجموعة من البدع ، وبأن المسلمين وحوش ، وكان نموذج ذلك من المشترقين : « نيكولا دكيز ، وفيفش ، وفراتشي ، وهو تنجر ، ويلياندر ، وبريدو » ، وغيرهم [١].

وهذا النوع من المستشرقين قد دفع تبشيريا إلى الغض من مكانة القرآن والإسلام ، لتقليل أهميتهما وزعزعة النفوس عنهما ، وإسدال ظلال كثيفة قاتمة حول التأريخ الإسلامي لخدع البسطاء والمترددين ، تبعا لهوى في نفوس القوم. ولكن الحديث المتأطر بهذا القناع لا يمكن أن يوافق قبولا لدى الباحثين لأنه حديث عاطفي.

وقد عمد قسم من المستشرقين الألمان واليهود أمثال ، « فيل ، وجولد سهير ، وبول » ، وغيرهم إلى القول بأن القرآن حرّف وبدّل بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي صدر الإسلام الأول ، وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يصاب بالصرع! وأنّ ما كان يسميه الوحي الذي ينزل عليه إنّما كان أثرا لنوبات الصرع! فكان يغيب عن صوابه ، ويسيل منه العرق ، وتعتريه التشنّجات ، وتخرج من فيه الرّغوة ، فإذا أفاق من نوبته ذكر أنّه أوحي إليه ، وتلا على المؤمنين ما يزعم أنه من وحي ربه [٢].


[١] ظ : الدكتور بكري أمين التعبير الفني في القرآن : ١٨ ، دار الشروق / بيروت / ١٩٧٢ م.

[٢] ظ : Emile Der meng hem,

The Life of mahomet. PP. ١٣٥

New york Deal Press. ١٣٩٠

اسم الکتاب : المستشرقون والدّراسات القرآنيّة المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست