اسم الکتاب : المستشرقون والدّراسات القرآنيّة المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 103
في علم القرآن الموجودة في الآفاق ودور الكتب في العالم [١].
وغير غريب بعد هذا أن نشاهد تحقيق : أسرار التأويل وأنوار التنزيل للبيضاوي ، والكشاف للزمخشري ، والاتقان للسيوطي وكتاب المصاحف للسجستاني ، ومقدمتان في علوم القرآن على أيدي مستشرقين آخرين ، وهي كتب مهمة في التفسير وعلوم القرآن ، نشدانا لتوثيق هذه النصوص الثمينة.
وقد سبق أن سردنا عشرات الكتب المحققة في موضوعها من البحث ولا حاجة إلى إعادة ذكرها.
ومع نفاسة هذه النوعية من الجهود ، إلاّ أننا نقف معجبين بما أسداه المستشرق الألماني الأستاذ ( جوستاف فلوجل ١٨٠٢ م ـ ١٨٧٠ م ) حينما ألف أول معجم مفهرس للقرآن في اللغة العربية ، عني بألفاظ القرآن ومفرداته وأسماه : ( نجوم الفرقان في أطراف القرآن ) وطبع لأول مرة في ليبزك ( ١٨٤٢ م ).
وهو عمل إحصائي أبجدي دقي اعتمد عليه محمد فؤاد عبد الباقي في موضوع ( المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ).
وقد استفاد المستشرق الألماني مالير ( ١٨٥٧ م ـ ١٩٤٥ م ) من عمل فلوجل فألف في ضوئه ( دليل القرآن ) وزاد عليه أن اشتمل على حروف الجر والعطف وأضرابها ، وطبع للمرة الثانية في باريس ١٩٢٥ م.
وإن عجبنا بما حققه فلوجل ومالير فهو ليس بأقل من عجبنا بما قام به المستشرق الفرنسي ( جول لا بوم ) حينما وضع ( تفصيل آيات القرآن الكريم ) باللغة الفرنسية ، وذلك بترتيب الآيات الخاصة بالموضوع الواحد في فصل واحد ، فصنف القرآن نجوما بحسب موضوعاته ثم جمعها موضوعا فكان عمله هذا فريدا وإن لم يكن شاملا لموضوعات القرآن كافة ، أو لم يستوعب آيات كل موضوع إلى جانبه ، بل ندّ عنه النزر حينا ، والكثير حينا آخر.