ويكفي في استحبابه عموم ما دلّ على استحباب المبرّات والخيرات على انّ فعل النبي صلىاللهعليهوآله وقوله ، دالان على الاستحباب في خصوص المقام ، وحسبك من فعله ، ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما [١] بطرق متعدّدة عن عائشة : ما غرت على أحد من نساء النبي صلىاللهعليهوآله ما غرت على خـديجة [٢] وما رأيتها ، ولكن كان النبي صلىاللهعليهوآله يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ، ثمّ يقطعها أعضاء ، ثمّ يبعثها في صدائق خديجة ، فربما قلت له : كأن لم يكن في الدنيا الا خديجة ، فيقول : انّما كانت وكان لي منها ولد. [٣]
[١] البخاري باب تزويج النبي خديجة ، مسلم : باب فضائل خديجة. [٢] خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى ، من قريش ، زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكانت أسنّ منه بخمس عشرة سنة ، ولدت بمكة ، كانت ذا مال كثير وتجارة تبعث بها إلى الشام ، تستأجر الرجال ، فلمّا بلغ رسول الله صلىاللهعليهوآله الخامسة والعشرين من عمره خرج في تجارة لها فعاد رابحاً ، تزوجها رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل النبوّة ، دعاها رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الإسلام ، فكانت أول نساء هذه الامة إسلاماً ، وكانت تصلّي مع النبي صلىاللهعليهوآله سرّاً ، توفيت خديجة بمكّة لثلاث سنين قبل الهجرة.
انظر : الطبقات الكبرى ٨ : ٧ ـ ١١ ، صفة الصفوة ٢ : ٢ ، تاريخ الخميس ١ : ٣٠١ ، الأعلام ٢ : ٣٠٢.
[٣] صحيح البخاري ٤ : ٢٣١ باب تزويج النبي صلىاللهعليهوآله خديجة ، وج ٦ : ١٥٧ باب الغيرة.