وحسبك في رجحان ذلك ما تواتر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله من الحزن الشديد على عمّه أبي طالب وزوجته الصدّيقة الكبرى ام المؤمنين عليهماالسلام ، وقد ماتا في عام واحد فسمّي « عام الحزن » وهذا معلوم بالضرورة من اخبار الماضين.
وأخرج البخاري ـ في باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن من الجزء الأول من صحيحه ـ بالاسناد عن عائشة قالت : لمّا جاء النبي صلىاللهعليهوآله قتل زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس ـ أي في المسجد كما في رواية أبي داود [١] ـ يعرف فيه الحزن.
وأخرج البخاري في الباب المذكور أيضا عن أنس قال : قنت [٢] رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شهراً حين قتل القرّاء [٣] فما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله حزن حزناً قطّ أشد منه. [٤] الحديث.
[١] ارشاد الساري ٢ : ٣٩٣. [٢] القنوت : الإمساك عن الكلام ؛ وقيل : الدعاء في الصلاة ، لسان العرب ٢ : ٧٣. [٣] والقُراء : هم الذين كانوا يتعلّمون القرآن في صفة المسجد أرسلهم النبي صلىاللهعليهوآله الى أهل نجد فقتلوا في الطريق. [٤] ارشاد الساري ٢ : ٣٩٦.