يا مولانا نحن شيعتك وأنصارك فمرنا بما تشاء ، فلو أمرتنا بقتل كلّ عدو لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك. فجزاهم خيراً.
وقال لهم : أما قرأتم كتاب الله المنزل على جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله في قوله : « قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كُتـب عليهـم القتل إلى مضاجعهم » [١].
فإذا أقمت في مكاني فبماذا يمتحن هذا الخلق المتعوس ، وبماذا يختبرون ، ومن ذا يكون ساكن حفرتي ، وقد اختارها الله تعالى لي يوم دحى الأرض ، وجعلها معقلاً لشيعتنا ومحبّينا ، تقبل فيها أعمالهم وصلواتهم ، ويجاب دعاؤهم ، وتسكن إليها شيعتنا ، فنكون لهم أماناً في الدنيا والآخرة ، ولكن تحضرون يوم عاشوراء الذي في آخره اُقتل ، ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي واخوتي وأهل بيتي ، ويسار برأسي إلى يزيد بن معاوية.
[١] سورة آل عمران : ١٥٤. [٢] في بعض المصادر : جاؤا. [٣] في بعض المصادر : مترمّلاً بدمائه ترميلا. [٤] القصيدة من مراثي أبو محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب الكلبي المعروف بـ « ديك الجن » ، المولود بسلّمية سنة ١٦١ هـ والمتوفّى سنة ٢٣٥. انظر : زينة المجالس : ٤٨٧ ، سير أعلام النبلاء ١١ : ١٦٣ ، أعيان الشيعة ٣٨ : ٤٠.