ولما نزل الحسين عليهالسلام مكّة أقبل أهلها ومن كان فيها من المعتمرين وأهل الآفاق يختلفون إليه ، وجاءه ابن عبّاس وابن الزبير فأشارا عليه بالامساك فقال : « ان رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرني بأمر وأنا ماض فيه ».
فقال عليهالسلام : « يا أبا عبد الرحمن أما علمت أنّ من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا اُهدي الى بغي من بغايا بني إسرائيل ، أما تعلم أنّ بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوعي الفجر والشمس سبعين نبيّاً ، ثمّ يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأنّهم لم يصنعوا شيئاً فلم يعجّل الله عليهم ثم أخذهم أخذ عزيز ذي انتقام ، اتّق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعنّ نصرتي » [٢].
وبلغ أهل الكوفة هلاك معاوية فأرجفوا بيزيد ، وعرفوا بامتناع الحسين من بيعته ، ومجيئه إلى مكّة [٣].
[١] الملهوف : ١٠١ ، أنساب الأشراف للبلاذري ، ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام : ١٦٦. [٢] أنساب الأشراف ( ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام ) : ١٦٦ ـ ١٦٧. [٣] الإرشاد للمفيد : ٢٠٦.